http://www.alquds.co.uk/index.asp?fname=2006%5C02%5C02-06%5Ca38.htm&storytitle=ff%D9%83%D8%A7%D8%B1%D8%AB%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A8%D8%A7%D8%B1

تعيش مصر حالة من الحداد الممزوجــة بالغضب بعد غرق اكثر من الف شخص في العبارة المنكوبة، في حادث يعتبر الاسوأ من نوعـه فــي تاريخ الخطوط الملاحية المصرية. شهود العيان اكدوا وجود عملية تقصير فاضحة من قبل الحكومة المصرية والمسؤولين فيها، سواء في عملية الرقابة علي السفن او اجراءات السلامة المتبعة وعمليات الانقاذ.فبعض الناجين قالوا انهم بقوا في الماء اكثر من عشرين ساعة دون ان تصلهم اي وسائل انقاذ، بينما اعترف وزير النقل انه لم يبلغ بالحادث الا بعد تسع ساعات.انه الاهمال وانعدام المسؤولية لدي الحكومة واجهزتها، فالسفينة قديمة متهالكة غير مؤهلة لنقل الركاب، واجراءات السلامة المتبعة فيها شبه معدومة، ونداءات الاستغاثة التي اصدرتها لم تجد احدا يستمع اليها في غرفة التقاط الرسائل في الميناء.من حق المصريين ان يغضبوا لانه لا يمر شهر تقريبا دون وقوع كارثة تتسبب بعشرات الضحايا واحيانا مئات الابرياء، مثل الحرائق التي تندلع في القطارات والمسارح، او سقوط الطائرات نتيجة خلل فني او بشري.الشعب المصري الصابر الذي يتغرب ابناؤه من اجل لقمة العيش في الدول العربية ويساهم في دعم الاقتصاد المصري بتحويلاته المالية يستحق معاملة افضل، وحكومة اكثر كفاءة ومسؤولية.فالترخيص لسفن انتهي عمرها الافتراضي، وخرجت من الخدمة في دول اخري، وانتهكت القوانين المرعية في مصر نفسها في هذا الخصوص لا يمكن ان يصدر الا عن جهة حكومية قبضت ثمنا مقابل ذلك.مطالبة الرئيس المصري حسني مبارك بتشكيل لجنة تحقيق لمعرفة الجهة المسؤولة عن هذه الكارثة خطوة جيدة، ولكن يظل السؤال هو عن ما اذا كانت هذه التحقيقات ستكون نزيهة ام لا، وما يمكن ان يترتب عليها من محاسبة للمسؤولين؟في الماضي جري تشكيل لجان للتحقيق في كوارث مماثلة، وتبين ان تشكيل هذه اللجان كان من اجل امتصاص النقمة العامة فقط. وبعد ان تتحقق هذه المهمة تتبخر اللجان وتتبخر معها نتائج تحقيقاتها ويستمر الفساد والكوارث من بعده.