بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين اياك نعبد و اياك نستعين اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم و لا الضالين امين اسألكم بمن تعبدون ان تدعوا بالمغفرة و ان تقرؤا الفاتحة على ضحايا العبارة

٣/٠٣/٢٠٠٦

http://www.misralarabia.com/article.asp?article=10358

أحد الناجيين في حادث العبارة المنكوبة يروي تفاصيل "المأساة"
حجاج سلامة / مصر العربية
Monday 6 February 2006 الساعة 5 PM
تعيش قرية الضبعية غرب مدينة الأقصر - كغيرها من قرى الصعيد المنكوبة - لحظات ومشاعر متناقضة ومتباينة ما بين مظاهر للحزن والأسى الذي يسيطر على الوجوه والشفاه التي فارقتها البسمة .. ومظاهر للفرح أحياناً.. فهنا نجا خالد حسان أحمد السيد من موت محقق في حادث العبارة المنكوبة .. وهنا أيضاً لا يزال مصير عمران أمين جلال الذي سافر منذ عام و3 شهور وجاء لرؤية مولودته الأولى لا يزال مصيره مجهولا، كما لا يزال مصير الطيب عبده توفيق وعطا الله غطاس عطا الله مجهولا أيضاً، حيث ارتدت نساء نجوعهم السواد وخيم الحزب على المساكن والشوارع وحتى الجدران .. الجميع في انتظار بارقة أمل .. وفي انتظار عودة الغائبين كما عاد خالد حسان أحمد الذي فارق القدر بينه وبينهم فقد كان برفقة عمران أمين جلال ابن قريته على متن زورق نجاه مطاطي واحد. هنا يروي لنا خالد حسان تفاصيل أكثر من 24 ساعة من الموت والحياة.. قال خالد ـ البالغ من العمر 27 عاماً والذي سافر إلى الكويت قبل عام وشهرين تاركاًَ زوجته ووالدته وابنته دعاء 3 سنوات وخلود عام ونصف العام ـ قال أن العبارة المنكوبة تحركت بنا في الثامنة وبعد ساعتين من الإبحار شاهدنا الأدخنة لكن طاقم المركب والقبطان أكدوا لنا أن الحريق تحت السيطرة ولا خطورة على العبارة منه لكن سرعان ما اشتدت النيران وأخذت العبارة في "الميل" يميناً بسبب تجمع المياه التي استخدمت في الإطفاء بجانب واحد حيث طلب منا طاقم العبارة التجمع أعلى السطح في ناحية اليسار لإحداث توازن والحيلولة دون غرق العبارة لكن الميل أخذ في الازدياد واستمر ميل المركب شيئاً فشيئاً لمدة ساعة كاملة وبعد الساعة بلحظات غاصت العبارة وابتلعتها المياه بالكامل دون أن يستغرق ذلك أكثر من عشر دقائق. فألقيت بنفسي في المياه بعيداً عن العبارة الغارقة التي تسببت حمولتها الكبيرة من البضائع والسيارات والشاحنات في ميلها بشدة وتسرب المياه لداخلها بسرعة بعد أن تجمعت كل الحمولة في جانب واحد .. و"عمت" في المياه لمدة ساعتين .. وكانت قد استغاثت بي طفله صغيرة وأمسكت بها حتى أوصلتها لوالدها الذي كان قد سبقهما بأمتار لكن الطفلة سرعان ما ابتلعتها الأمواج العالية .. وواصلت السياحة ما بين جثث أموات وناجيين يصارعون الأمواج العاتية مثلي حتى وجدت ذورقاً مطاطياً فألقيت بنفسي في داخله ومعي بعض الناجيين.. وأخذنا في إطلاق استغاثات نارية منه ومع ارتفاع الأمواج وكثرة الركاب بدأت المياه في التسرب داخل الزورق المطاطي .. ومع بزوغ ضوء نهار الجمعة اقتربنا من ذورق مطاطي آخر به ثلاثة سعوديين فقفزت بداخله مع شخصين آخرين لتخفيف حمولة الزورق الأول الذي بدأت الثقوب تظهر بأرضيته المطاطية وأخذ الموج يلقي بنا يميناً ويساراً والخوف من أسماك القرش يسيطر علينا واليأس وفقدان الأمل في النجاة يملأ قلوبنا حتى تمنيت الموت من هول ما أشاهده .. وبعد منتصف ليل الجمعة وفي الساعات الأولى من صباح السبت شاهدنا على بعد إحدى لنشات الإنقاذ الكبيرة وشاهدنا شراعها عالياً وأخذنا نطلق لهم الإشارات النارية وهم يردون علينا بالأضواء ليؤكدوا لنا أنهم شاهدوا إشاراتنا لكن طول المسافة والأمواج العالية حالت دون وصولنا لهم أو وصولهم لنا..
كما شاهدتنا إحدى الطائرات التي راحت تحوم فوق لنشات الإنقاذ وهي ذات الطائرة التي شاهدناها صباح الجمعة لكنها لم تشاهدنا، ثم دفعت بنا الأمواج ناحية لنش الإنقاذ فألقوا علينا حبالا وسلالم وتم إنقاذنا أما صلتي بالزورق الأول الذي كان به ابن قريتي عمران أمين جلال فلم أعرف شيئاً عن مصيره. وأكد خالد حسان أن غرور قبطان العبارة المنكوبة وعدم إرساله لأي استغاثة وثقته الكاذبة في قدرته في السيطرة على الموقف ورفضه العودة لضبا منذ اندلاع الحريق هو سبب الكارثة وكان القبطان أول الهاربين وتركنا نواجه الموت!!