بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين اياك نعبد و اياك نستعين اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم و لا الضالين امين اسألكم بمن تعبدون ان تدعوا بالمغفرة و ان تقرؤا الفاتحة على ضحايا العبارة

٣/٠٣/٢٠٠٦

http://al-araby.com/articles/997/060219-997-lst01.htm


آخر انجازات حكم مبارك
مطلوب تحقيق دولى فى كارثة العبارة
أجمعت المعلومات المتاحه فى الصحف المعارضه والمستقله وكذلك الكتاب المحترمين فى الصحف القوميه أن كارثة غرق العبارة وموت أكثر من الف مواطن مصرى هو نتيجة مباشرة للفساد الذى نخر كالسوس فى عظام مصر. والفساد الذى أدى إلى هذه المصيبه هو فساد تنظمه الدوله المصريه على أعلى مستوياتها بالأشتراك مع رموز الفساد فى الحزب الوطنى الذين دمروا معاً مصر وإقتصادها وروحها وحياتها وحطموا نفسية المواطن وأذلوه وأفقدوا مصر مكانتها فى المنطقة العربية والعالم كله. نحن بصراحه لا نثق فى أية أوراق تقدمها هذه الدوله المزوره والفاسدة والكاذبة لسلطات التحقيق، لأن كبار الفاسدين من أصدقاء صاحب العبارة عندهم المقدرة والكفاءة على طمث معالم الجريمه بالكامل وإصدار صك البراءه لأى مجرم فى مصر وهم قادرين فى نفس الوقت على تلفيق التهم للأبرياء ووضعهم فى السجون. إن جريمة غرق هذه العبارة قد قامت بها عدة وزارات وقيادات ووزراء ومديرين أمن ومحافظين بدءاً من الذين وافقوا على إعطاء ترخيص لمركب خرده ، وإذا كان الترخيص صادراً من هيئه هلاميه فى الخارج فمن الذى سمح بتسيير العبارة بهذه الرخصه المضروبه ومن سمح لصاحب شركة سفن قد غرقت لها مركبتين من قبل بتسيير هذه المراكب بدون تحر وتفتيش فنى دقيق. من الذى منح هذا الرجل حق إحتكار هذا الخط الملاحى ومنع المنافسين من العمل على هذا الخط بالقوة والقهر والتهديد والافتراء؟ إنهم بالطبع الكبار والكبار جداً. ومن الذى يقال إنه أمر قائد السفينه بعدم العوده لميناء ضبا بعد حدوث حريق خوفاً من أن توقف السلطات السعوديه السفينه أثناء التفتيش لسوء حالتها؟ ومن الذى منع قائد العبارة من الاستغاثة قبل أن يفوت الأوان لانقاذها؟ كل هذا فساد متشابك منظم بعتاولة اللصوص فى أعلى مناصب الدوله. إن الفاسدين من صغار الموظفين الذين تقاضوا المئات أو حتى الألوف من الجنيهات مقابل تسهيل التراخيص والأوراق ما كانوا يستطيعون أن يقوموا بذلك لولا مساندة الكبار. هذا هو الفساد القذر المباشر القاتل الذى ذبح الف مصرى دون أن تطرف عينه. وهناك الفساد غير المباشر الذى تسبب فى زيادة حجم الكارثه وهو التسيب والاهمال وسوء التقدير والبلاده للمسئولين الصغار وخيبة رؤسائهم. فمن المعروف أن أى مركب تواجه مصاعب فى البحر تخرج منها إشارات لاسلكيه بطريقة أوتوماتيكيه وبدون أن يرسلها قائد السفينه وهو ما حدث بالفعل وتصل هذه الرسائل إلى مركز فى أوروبا به أجهزة كمبيوتر تعمل بصفه تلقائيه وبدون تدخل العامل الإنسانى فتقوم بتحديد وبدقة مكان السفينه وترسل اشارات إلى جميع السفن فى المنطقه وكذلك الموانيء القريبه وكل ذلك تم بالفعل وبدقه وبسرعه ولكن الاستغاثة التى وصلت عن طريق هذا المركز لكل من مينائى ضبا فى السعوديه وسفاجا فى مصر لم تجد أحداً يستقبلها وكل الناس نيام فى منتصف الليل بعيداً عن أجهزة استقبال الأشارات، والمركب البريطانيه القريبه من الحادث والتى طلبت الموافقه من السلطات المصريه فى محاولة للأنقاذ إلا أن السلطات رفضت وكأن مصر عندها من المقدرة والكفائه ما يسمح بإنقاذ هؤلاء المساكين وحكومتنا لا تملك القدره ولا الضمير ولا حتى الحس الأنسانى، وحتى السفينه المصرية القريبة من الحادث منعت من الاقتراب للمساعدة ولم يتحرك أحد قبل فوات 12 ساعة كانت المركب قد استقرت فى القاع ومعظم الركاب قد غرقوا و كان سبب الكارثة هو أن الفساد والفوضى والاهمال قد وصل إلى الجميع، صحيح أن هؤلاء الصغار من الفاسدين قد ضاعفوا بإهمالهم من حجم الكارثه ولكن المجرمين الحقيقين هم الكبار الذين غنا لهم الشيخ إمام من أشعار أحمد فؤاد نجم: محفلط مظفلت كتير الكلام عديم الممارسة عديم الزحام بكام كلمة فاضية و كام اصطلاح يفبرك حلول المشاكل أوام كل هذه الكوارث تتم تحت رعاية وعناية وحماية واحده من أضخم القوى البوليسيه فى العالم فالشرطه هى ثانى أكبر هيئة توظيف للمصريين بعد وزارة التعليم وقد زاد عدد موظفيها عن سبعمائة الف حسب دراسه نشرت منذ عامين وزاد عن مليون حسب ما نشر فى الدستور هذا الأسبوع. ويقدر بعض الخبراء أن عدد رجال الشرطه فى مصر أكبر من شرطة جميع الدول الأوروبيه مجتمعه وأيضاً أكبر من تعداد شرطة الولايات المتحدة الأمريكيه وهى الدوله العظمى فى العالم. بهذا الأمن الجبار الذى يعرف دبيب النمله ويراقب التليفونات بدون إذن القضاء والذى نصح وزير الداخليه الشعب بعدم التحدث فى التليفونات إذا كان خائفاً وذلك فى مقابله على الملأ. هذا الأمن الذى لم يعرف وإذا عرف لم يبلغ وإذا بلغ لم يتابع بأن رئيس الشركه صاحبة العبارات قد اشترى سفن متهالكه وخردة وغير مسموح لها بالأبحار ولا التوقف فى الموانيء الأوروبيه، ولم نسمع أن الأمن الذى يراقبنا فرداً فرداً قد اكتشف أن ترخيصات هذه السفن صادره من هيئات وهميه أو غير معترف بشهادتها، ولم يكتشف أن رفع علم بنما على هذا الأسطول هو طريقه لتفادى الرقابه والتفتيش على المراكب. ثم بعد أن حدثت الكارثه قام بالأعتداء على المواطنيين الثائرين الذين حضروا إلى سفاجا للسؤال عن ذويهم، لم أرى فى حياتى شخصاً يقذف طوبه فى اتجاه الشرطه المدججه بالدروع والواقفه خلف سواتر فيمسك أفراد الشرطه بالطوب ويقذفوا بها المواطنين، شيء غير معقول وذلك بدلاً من استخدام الميكروفونات لتهدئة المواطنيين وإرشادهم ومساعدتهم وهم فى هذه الحالة النفسية المزريه، حقاً إنها شرطه مفتريه لا يهمها الوطن ولا المواطن وعملها الوحيد الفريد الذى تجيده هو حماية أمن الرئيس وأسرته. لو لم يتم التحقيق بواسطة لجنه دوليه فسوف يخرج صاحب الشركه وكل من عاونه من السلطه كبيراً كان أو صغيراً مثل الشعره من العجين وبصراحه نحن لا نثق فيكم، وكفاية إفتراء. الصحف المصرية حين تقارن بين الصحف المسماه القومية التى تصدر فى مصر وبين الصحف المستقله أو المعارضة تعتقد أنك تقرأ صحفاً فى دولتين مختلفتين. فبينما تملأ الصحف المستقلة مجموعة من أخبار الوطن التى تهم الناس بالفعل فأنت لا ترى لها أثراً فى الصحف القومية وعلى الصعيد الآخر ترى فى الصحف القوميه تضخماً مبالغاً فيه عن أخبار الرئيس والسيدة حرمه وبصورة أقل بمجلس الوزراء و كذلك الكتابة عن بعض الأحداث بما يخالف الواقع ليكون السيناريو ملائما لاتجاه الحكومة. أما أخبار مصر الحقيقية وبالذات السياسية الحساسة وما يخص المجتمع المدنى فلا يكتب عنه شيئاً. وسأعطى مثالاً حدث هذا الأسبوع حين نشرت جميع الصحف المستقله والمعارضه أخبار الاجتماع الهائل الذى قام به المهندسون المصريون وحضره الآلاف المؤلفه التى ملأت القاعه الكبرى بمبنى المؤتمرات وغيرهم آلاف لم يستطعوا الدخول للقاعه لأمتلائها وأخذت هذه الجمعية العمومية عدة قرارات بإحياء دور نقابة المهندسين وإجراء انتخابات والاعلان عن جمعية عمومية جديدة فى مايو للأنتهاء من رفع الحراسه عن النقابه، وكتبت الصحف المستقله والمعارضه جميعاً أن الأجتماع كان حاشداً وناجحاً تغلب فيه المهندسين على مضايقات الحكومة والأمن والأسافين المختلفه التى نظمها الحزب الوطنى والأمن مع بعض الفاسدين من المفسدين كعادة الدوله الفاسدة فى تعاملها مع منظمات العمل المدنى. ونشرت الصور من داخل وخارج القاعه التى توضح الكم الهائل من المهندسون الذين يريدون نقابة حرة. انظر ماذا نشرت الصحف المسماه بالقوميه عن حدث يهم عشرات الآلاف من قرائهم، إما أنها لم تذكر الحدث تماماً أو أنها نشرت أكاذيب بأن هذه لم تكن جمعية عمومية و أن أعدادا من الحضور كانوا من المندسين بين المهندسين وأن مشادة وشتائم بين الناصريين والإخوان استمرت طوال خمس ساعات وأنه لم تصدر قرارات، الحقيقه أنها كارثه أن يكتب الخبر فى الصحف المحترمة بهذه الصورة البعيدة تماما عن الحقيقة فتفقد الصحف مصداقياتها عندما تقرأ الأخبار الصحيحه فى الصحف الأخرى. وحقيقة الأمر أن الدوله و حزبها الفاشل يخشون تجمع المهندسين الضخم لأنهم يعلمون جيداً مصير مرشحى الحزب الوطنى ومتأكدين من أنهم سوف يحرزون صفر المونديال كما أحرزوه فى انتخابات الصحفيين والمحاميين ونادى القضاه ولذا يحاربون تجمع المهندسين وحتى النشر عنهم وعن إجتماعهم. صحيح أن الصحف القوميه التى من المفروض أن يملكها الشعب مازالت هى الأكبر توزيعاً بفارق كبير عن بقية الصحف ولكن هناك أشياء هامه يجب ملاحظتها أولها أن الصحف القوميه قد انخفض توزيعها بصوره ملحوظه فأصبح توزيعها بعد أن تضاعف عدد السكان فى مصر نصف ما كان عليه التوزيع. والظاهرة الأهم هى أن الصحف القوميه قد فقدت تأثيرها وأهميتها على النخبه السياسيه والمثقفين وقادة الرأى بصفه عامه وأصبحت الأخبار الحقيقية تعرف من المصرى اليوم والمقالات الهامه تقرأ فى العربى والدستور وصوت الأمه والفجر والكرامه وغيرها من صحف المعارضه. و أصبحت صفحة الوفيات هى أهم صفحة. ولم يبق للصحف القوميه إلا بعض كتاب الرأى و الأعمدة المحترمين وبعض الصفحات المتخصصه كصفحة التعليم أو صفحات الأدب والنقد والفن التشكيلى. وإذا استمرت الصحف القوميه فى سياسة التغاضى عن كتابة الأخبار الحقيقيه التى تهم المصريين وعدم نشر أى مقالات فى صفحة الرأى تنتقد الحكومه، فسوف تستمر فى ضياع قرائها تدريجياً، ونحن لا نرغب فى ذلك لأنها صحف الشعب و هى جزء منا و لا نقبل بإنقراضها. الدنمارك والحكومات العربيه عندما نشرت صحيفه صغيره عديمه الأهميه فى الدنمارك الرسوم المسيئه للرسول والمسلمين، ثار المسلمون فى أنحاء العالم وأظهروا غضبهم إما بالكتابه أو التظاهر أو مقاطعة البضائع الدنماركية. ومن المعروف أن حكوماتنا العربيه بأجمعها ليس لها علاقه بغضب الشعب وهى عموماً لا تؤمن بالتظاهر كطريقه سلميه للتعبير عن الرأى، وإذا كان المصريون قد أنتزعوا هذا الحق فإن أية مظاهرة من بضع مئات تحاصرها شرطه من عشرات الآلاف ، أما فى سوريا مثلاً فالتظاهر ممنوع تماماً إلا بإذن الدوله ومباركتها بل و تنظيمها. والظاهرة المثيرة للعجب هى أن الحكومات العربيه كلها قد أغتنمت فرصة غضب الشعوب من دوله صغيره لأنتهاك صحيفه فيها محرماتهم وانطلقت لأول مرة تؤيد شعوبها بل وتدفعهم للتظاهر فى أنحاء العالم العربى حتى وصل الأمر إلى إحراق سفارة للدنمارك تحت حماية الشرطه فى دمشق. فى تقديرى أن ما تفعله كل الحكومات العربيه وعلى رأسها مصر هى محاوله فاشله فى كسب شعبيه سهله فى موضوع حساس بالنسبه لشعوبنا بينما فى الواقع أن الموضوع لا يهم الحكومات العربيه فى كثير أو قليل ولكنها فرحت وشجعت غضب الشعب لأن مخاطر معاداة دوله صغيرة مثل الدنمارك بسيطة و تأثيرها محدود، ولكن المقدسات المصرية و العربية الأخرى التى اهينت بواسطة الدول الكبرى و مسلسل الاهانات المستمره لنا ولشعوبنا فهى لا تهز شعره من نظم الحكم التى لازالت تلعب على الحبل لتمد فى عمرها الأفتراضى الذى أنتهى. مجلس الشعب واللوحه الألكترونيه كتبت منذ أكثر من عام أطالب مجلس الشعب بأن يركب لوحه الكترونيه للتصويت بحيث يعرف الجميع عدد الأصوات فى كل قرار وهذا أمر هام للتاريخ و الدارسين، وحتى يعرف الناخبون موقف كل عضو من أعضاء مجلس الشعب من القضايا الهامه ويسجل التاريخ الفخر أو العار على من يصوت مع أو ضد مصلحة الوطن. وحدث هذا الأسبوع أن بحث د. فتحى سرور عن نواب الوطنى عند التصويت على مد المجالس المحلية فلم يجدهم. ولا أدرى لماذا لا نقلد برلمانات العالم على الأقل فى شيء واحد فقط. وللعلم فقد صرح رئيس المجلس عقب تساؤلاتى السابقه بأن اللوحه فى دور التصنيع والتجهيز ولعل المانع فى التأخير يكون خيرا
.