http://www.alarabiya.net/Articles/2006/02/07/20917.htm
التباس كبير حول حصيلتهمجثث ضحايا العبارة المصرية تطفو على مياه البحر الأحمر
رجل كبير في السن يبكي وهو ينتظر أنباء عن أحد أبنائه (رويترز)
القاهرة-وكالات
ظهرت جثث طافية على سطح مياه البحر الاحمر بينما فقدت فرق الانقاذ الامل في العثور على ناجين من كارثة العبارة المصرية بعد خمسة ايام من غرقها في مياه البحر الاحمر مخلفة حوالي الف قتيل او مفقود.
وقال عبد الرحمن بدوي المسؤول في قوات حرس الحدود السعودي في منطقة تبوك (شمال غرب) "نحلق فوق المنطقة حيث تطفو جثث على سطح المياه فيها على بعد عشرين ميلا بحريا (37 كلم) من موقع غرق العبارة" المصرية.
وكان يتحدث من على متن مروحية تابعة للقوات الجوية السعودية كانت في مهمة بحث عن مفقودين من ركاب العبارة "السلام بوكاسيو 98" منذ غرقها ليل الخميس الجمعة في البحر الاحمر بعد ان غادرت ميناء ضباء السعودي متوجهة الى ميناء سفاجا المصري.
غير ان الامال في العثور على ناجين تضاءلت بعد ان كان رجال حرس الحدود السعودي والقوات الجوية تمكنوا من انقاذ 31 شخصا في اليومين اللذين اعقبا وقوع الكارثة. وكان تم تسيير مهمة المروحية على امل العثور على ناجين في جزيرة النعمان غير المأهولة التي تقع في عرض الساحل السعودي غير انه بعد ثلاث ساعات من التفتيش لم يتم العثور الا على جثث.
وعادت زوارق النجدة التي تم تجنيدها للبحث عن ناجين في دائرة قطرها 45 ميلا بحريا (83,3 كلم) في عرض سواحل ضباء, الى مواقع انطلاقها في قطع وفرقاطات البحرية السعودية.
في الاثناء تنتظر سفينة "شرم الشيخ" المصرية وصول الجثث اليها لتقوم بنقلها. واوضح بدوي "قمنا بدوريات في منطقة قطرها 1600 ميل بحري (2963,2 كلم مربعا) حول منطقة غرق السفينة وركزنا على هذه المنطقة لاننا وجدنا فيها عددا كبيرا من الجثث".
وتمكنت فرق الانقاذ السعودية من انتشال ستين جثة الاثنين اضافة الى 72 جثة تم الاعلان عن انتشالها رسميا الاحد, بحسب بدوي.
من جانبه قال بدر الجابري قائد قوات حرس الحدود في ضباء "يفترض ان تتواصل عمليات التفتيش اسبوعين على الاقل وربما شهرا". وكانت الحكومة المصرية اعلنت ان عدد الناجين بلغ 388 شخصا من بين 1415 من الركاب وافراد طاقم العبارة.
وشوهدت من المروحية عشرون جثة تطفو على سطح المياه في منطقة عمليات التفتيش في حين يعتقد ان عددا مماثلا يطفو في باقي مياه البحر الاحمر بينما يعتقد ان عددا كبيرا من الجثث جرفها التيار الى المياه الدولية بين السعودية ومصر.
واكد محمد الحربي المسؤول في مطار الوجه الذي يشكل قاعدة انطلاق المروحية التي قامت ب18 مهمة بحث في مياه البحر الاحمر "رأيت عددا كبيرا من جثث النساء والاطفال. لا نزال نبحث عن ناجين غير ان الامل في العثور عليهم اصبح ضعيفا جدا".
ويتولى الحربي مسؤولية قسم من العمليات التي تنطلق من هذا المطار الذي يقع على بعد 140 كلم جنوبي ضباء. وكانت فرق الانقاذ عاشت وسط الفاجعة, لحظات فرح حين رصدت المروحية السبت خمسة ناجين مصريين وسعودي. اما باقي الناجين (31) فقد تم انقاذهم من قبل حرس الحدود السعودي.
وساد التباس كبير في مصر حول حصيلة ضحايا غرق العبارة "السلام-98", في حين اعتبر نحو ألف شخص في عداد المفقودين أو القتلى، فيما أصدرت وزارة الصحة العامة المصرية اليوم بيانا أشارت فيه أيضا إلى 388 ناجيا, لكنها قالت إنه تم العثور على 168 جثة بينها 75 لم يتم التعرف إليها, وفق وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية.
ونقلت الوكالة نفسها عن محافظ البحر الأحمر بكر الرشيدي أن هناك 387 ناجيا و204 جثث تم نقلها إلى مشارح القاهرة (68) وقنا (75) والسويس (61). لكن شركة "السلام للنقل البحري" التي تملك العبارة قالت للوكالة الفرنسية انه من اصل 1415 شخصا كانوا على متن الباخرة, 1318 مسافرا و97 من أفراد الطاقم, نجا 426 شخصا وقضى 195 واعتبر 794 في عداد المفقودين.
وأضافت الشركة أن بين الناجين 37 شخصا تم إنقاذهم مساء الأحد ونقلوا إلى العقبة في الأردن. ونشرت الشركة لائحة تضم اسماء 385 ناجيا, بينهم 17 امرأة فقط, ومن هؤلاء 312 مصريا و50 سعوديا و23 من أفراد الطاقم.
ويتبين من هذه الأرقام التي أعلنت من دون أي تنسيق, أن ألفا من الركاب وأفراد الطاقم لا يزالون في عداد المفقودين أو تم إحصاؤهم بين القتلى. ويتضاءل مع مضي أكثر من مئة ساعة على غرق العبارة, الأمل بالعثور على مزيد من الناجين, وخصوصا أن على هؤلاء أن يقاوموا التعب والاختناق والتيارات الشديدة في بحر يضيق بأسماك القرش.
0 Comments:
إرسال تعليق
<< Home