http://www.alwatan.com.sa/daily/2006-02-06/first_page/first_page11.htm

30 محققا يستمعون لأقوال الناجين وإجماع على عدم خروج قبطان العبارة من المقصورةتضارب أقوال طاقم "السلام 98" وملاكها يخصصون فريقا من المحامين للدفاع عن الشركة
مصريون غاضبون يطالبون رجال الأمن بمعلومات عن مصير أقربائهم المفقودين في ميناء سفاجا
القاهرة: أشرف الفقي، صالح رجبدخلت التحقيقات في حادثة العبارة المصرية المنكوبة "السلام 98" مرحلة حرجة بعد أن تيقن المحققون من تحمل طاقم السفينة وقبطانها المفقود جانباً كبيراً من المسؤولية رغم محاولة عدد من الناجين من طاقم السفينة تبرئة ساحة القبطان، من خلال التأكيد على تنفيذه لكافة الإجراءات المعمول بها في حالات الغرق. وأصر المحققون على استجواب الناجين من طاقم السفينة والذين تجاوز عددهم الـ50 من إجمالي 96.وكشفت التحقيقات عن وجود تضارب في أقوال الشهود حيال الإجراءات التي قام بها القبطان والطريقة التي تعامل بها مع الحريق الذي نشب في العبارة بعد إبحارها من ميناء ضبا السعودي باتجاه ميناء سفاجا المصري. فمنهم من قال إن القبطان أدار دفة السفينة عائدا مرة أخرى إلى ضبا، ومنهم من أكد أنه واصل رحلته إلى الميناء المصري، وإن كانوا قد أجمعوا على أنه لم يخرج بنفسه من مقصورة العبارة ليتفقد الحريق والإشراف بنفسه على إطفاءه مكتفيا بالمعلومات التي يحصل عليها من ضباط السفينة.وخصصت شركة السلام طاقما من المحامين للدفاع عن ساحة الشركة، لأنه في حال إدانة طاقمها بالإهمال، وتحميله مسؤولية غرق العبارة فإنها ستتحمل جانبا كبيرا من التعويضات المالية التي ستدفعها شركات التأمين للضحايا وهو الأمر الذي قد يعرضها للإفلاس.واستمع المحققون - عددهم تجاوز أكثر من 30 محققا - إلى أقوال الناجين التي جاءت شبه متطابقة بخصوص تحميل طاقم السفينة مسؤولية غرقها، إلى جانب عدم وجود قوارب وسترات كافية للنجاة، وفرار طاقم العبارة بعد أن تأكدوا من استحالة إنقاذها.وفشل البحارة في تبرير أسباب ارتفاع أعداد الناجين منهم. وقال أحدهم لـ"الوطن": "نحن آخر من خرج من السفينة وإرادة الله أن نبقى أحياء.. هل يعقل أننا هربنا من أداء عملنا، إننا مصريون وغالبية الركاب من المصريين ولا يمكن أن نقبل بمثل تلك الاتهامات والإيحاءات ويكفي ما حدث، لقد فقدنا كل شيء".وكشفت أقوال طاقم العبارة عن أن الحريق اندلع في حوالي الساعة الحادية عشرة من مساء الخميس الماضي بعد إبحارها من ميناء ضبا بنحو الساعتين، وأن صفارات الإنذار دوت في العبارة، فور اشتعال الحريق، وأن تدافع الركاب إلى سطح العبارة وكميات المياه الكبيرة المستخدمة في الإطفاء أدت لاختلال توازن السفينة، وبعدها الانفجار، وهو ما أدى إلى غرق العبارة.ودافع بعضهم عن قبطان العبارة، مؤكدين أنه أمر الركاب بارتداء سترات النجاة لتعرض العبارة للغرق. وكشفت التحقيقات التي جرت مع مسؤولي الشركة مالكة السفينة عن أن السفينة مؤمن عليها لدى إحدى شركات التأمين في بريطانيا، وأن التأمين يشمل السفينة والركاب والبضائع المنقولة عليها.
طائرة خاصة تنقل الناجين السعوديين إلى جدة اليوم
الرياض، القاهرة: واس، أشرف الفقيوجه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بتكليف طائرات الإخلاء الطبي لنقل من يرغب من المصابين السعوديين في حادثة غرق العبارة "السلام 98 " إلى السعودية والذين كانوا ولا يزالون محل رعاية واهتمام مصر. كما وجه الملك عبد الله بتقديم التسهيلات اللازمة والاهتمام لكافة الجنسيات واتخاذ الترتيبات لنقل المتوفين حال انتهاء عمليات البحث والإنقاذ. وكان مصدر مصري قال أمس إن عدد الناجين بلغ 387 فيما ارتفع عدد الناجين السعوديين إلى 40 من إجمالي 99 كانوا ضمن الركاب.ووصلت لمطار القاهرة مساء أمس طائرة سعودية قادمة من تبوك وعلى متنها 25 ناجيا مصريا، توقع البعض أن يكون قبطان السفينة من بينهم. وكان في وداعهم وكيل إمارة منطقة تبوك والقنصل المصري، وستقوم الطائرة بنقل الناجين السعوديين للسعودية، حيث ينتظر أن تصل لمطار جدة صباح اليوم. وكشفت وزارة الداخلية السعودية أن فريق العمل المشكل من السفارة السعودية في مصر تمكن من معرفة مجموعة أخرى من السعوديين الناجين من الحادث وهم: محمد إبراهيم السليمان، فواز طارق الصمداني، طارق محمد إبراهيم نقادي، عبدالعزيز فايز صالح الفايز، محمد سليمان الحويطي، موسى حمدان الحويطي، إيمان سعود الحربي، دلال سعود الحربي، سعود مترك البيشي، دانيا طارق هداية الله الصمداني.وأوضحت الوزارة أن مجموعة البحث والإنقاذ السعودية تمكنت من إنقاذ 6 أشخاص منهم سعودي واحد هو سعد مسعود الربيعي.
أستاذة بكلية التربية بالعلا بين ضحايا العبارة
تبوك: محمد الفرشوطى، نايف العنزيعبر عدد من المقيمين المصرين في تبوك عن حزنهم على ضحايا العبارة المصرية السلام 98. فمن محافظة العلا سافر أكثر من 15 شخصا بأسرهم بينهم أستاذة في كلية التربية في العبارة ولا يعرف مصيرهم بعد.وقال المصري نبيل: "لا نفارق التلفاز رغبة في سماع أخبار الناجين من الكارثة ونستقبل اتصالات من أقاربنا في ميناء سفاجا لتطميننا على أصدقائنا حيث يذاع اسم الناجين عبر الميكرفون".وينتظر الكثير من المقيمين في محافظة الوجه أنباء عن أكثر من 50 شخصاً غادروا على العبارة، فيما أثنى المصري علي من تبوك على جهود حرس الحدود السعودي في عملية الإنقاذ .
دنيا الصمداني بقيت 10 ساعات ممسكة بمجداف خشبي
القاهرة: أشرف الفقيروت دنيا طارق الصمدانى - إحدى الناجيات السعوديات (16 عاما) تفاصيل الساعات الأليمة على العبارة وفي البحر إلى أن تم إنقاذها.وقالت لـ"الوطن" إنها كانت وأسرتها في طريقهم لمنتجع شرم الشيخ لقضاء الإجازة، وفوجئوا بتصاعد دخان كثيف من مقدمة الباخرة. وأضافت:" شاهدنا تصاعد ألسنة النيران، إلا أن طاقم العبارة كان يردد أن الوضع تحت السيطرة.. ولا داعي للقلق". وتابعت: "فوجئنا بعدها بميل العبارة بزاوية كبيرة باتجاه اليمين، حينها طلب الطاقم من الركاب التجمع في الجانب الآخر لإعادة التوازن لها، لكن العبارة لم تستجب وبدأت في الغرق، حينها ركضنا لقارب للنجاة وطلبنا من الطاقم مساعدتنا في إنزاله إلا أنهم لم يصغوا لنا، فارتدينا سترات النجاة وقفزنا للماء قبل دقائق من دوي انفجار كبير هوى بالعبارة لقاع البحر.وأوضحت دنيا أنها أمسكت في البحر بمجداف خشبي تصادف أن وجدته أمامها وساعدها أحد المصريين، حيث ظلت تسبح لأكثر من 10 ساعات إلى أن تم انتشالها بزورق بحري.