بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين اياك نعبد و اياك نستعين اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم و لا الضالين امين اسألكم بمن تعبدون ان تدعوا بالمغفرة و ان تقرؤا الفاتحة على ضحايا العبارة

٣/٠٢/٢٠٠٦

http://www.alnilin.com/news/modules.php?name=News&file=article&sid=12065



بحر 'الظلمات' الأحمر! الشهود أكدوا الحريق.. اختلفوا حول الانفجار.. أدانوا الطاقم!العبارة ترقد علي عمق 900 متر وتخفي الأسرار بين جوانبها!
للبحر قاع.. عميق سحيق. للبحر اتساع بلا حدود.. لكن البحر لاقلب له في لحظة، يكشف عن غدره، يبتلع في باطنه، من أمنوا شروره.. البحر الأحمر يزداد اتساعا كل عام.. يباعد بين افريقيا وأسيا.. وكأنه يحتاج لإلتهام الأخوة والأعزاء.. حتي ينمو! كعادته وعلي فترات.. يفاجئنا بغدره.. ويغوص إلي أعماقه المئات من الأبرياء. مشهد مهيب، يهتز له الأنسان.. غرقت أيضا العبارة السلام ..98 فجأة فجر السبت الماضي.. وحملت معها إلي قاع البحر أكثر من 800 مصري.. غاصت بهم في ثوان معدودة.. بعد أن جنحت إلي اليسار.. تصورات عديدة خرجت من أفواه خبراء وعلماء ومسئولين.. عن كيفية وقوع الكارثة المروعة..
بالقرب من ميناء سفاجا التي تحولت شوارعه إلي زحام شديد بسيارات من كل الأنواع جاءت أيضا من شتي أنحاء البلاد.. تحمل المئات من ذوي الضحايا.. أشقاء.. أقارب.. جيران الكل هرع إلي الغردقة وشرم الشيخ للاطمئنان علي ذويهم.غرقت العبارة السلام 98 في وقت قياسي استقرت علي عمق كبير يتراوح بين 900 إلي ألف متر هي الأن أختفت من السطح.. لم يعد أحد يعرف سبب غرقها علي وجه التحديد..في الساعات الأولي للحادث صدرت تكهنات الخبراء حسمت في الغردقة وسفاجا أن يكون الباب الخلفي للعبارة الذي يحكم إغلاق مخزن السيارات، انفتح نتيجة ارتفاع الأمواج.. وتدفقت المياه..آخرون تحدثوا عن زلزال خليج العقبة وأنه سبب موجات من المد، أطاحت بالسفينة لتميل وتغرق..!لمارد الخبراءالصحف ووسائل الاعلام بتصوراتهم.***وبعد أكثر من عشرين ساعة تقريبا علي الكارثة التي أودت بحياة المئات العائدين من رحلة عمل لتوفير لقمة العيش لذويهم.. وأولئك الذين أدوا فريضة الحج، وتأخروا بعض الوقت من العودة.. لم يكن هؤلاء البسطاء يدركون أن البحر الجائع قد أعد لهم كمينا، ليملأ بهم بطنه التي لا بداية لها ولا نهاية..وصلت العبارة إلي منطقة الكمين.. وكانت قد انهكت تماما بفعل حريق حسب شهود العيان ودخان كثيف.. تصاعد من الطابق الاسفل ومخزن السيارات بها التي تحدث البعض عن وجود 12 سيارة. وخارت قوي العبارة العجوز.. واستسلمت لرغبة الوحش المائي وفتح لها فمه.. وابتلعها.1400 أنسان أو أكثر.. كانوا علي صهوة العبارة العجوز التي تم بناؤها منذ 36 عاما وتحديدا في عام ..1970 وظلت ترفع علم مصر حتي العام 1985 وبعدها اضطر أصحابها لشراء جنسية أخري للعبارة لتفلت من حدود القانون المصري.. وتنقلت بين عدة جنسيات حتي رفعت علم دولة في امريكا الوسطي لاتبالي ولاتهتم بمسألة 'السن' والعمر الافتراضي شاخت العبارة.. حتي أنها تعرضت لامراض الشيخوخة.. واصطدمت بسفينة أخري عام 1999'.***مسئول بهيئة الموانيء.. أكد أن المواني المصرية لم تتلق أي اشارة استغاثة من العبارة العجوز ونفي عندما سألناه عن الاتصالات اللاسلكية بين الربان والميناء.. تماما حدوث أيه اتصالات أو تلقي الميناء إشارة استغاثة... السلام بوكاشيو ..98 هذا هو اسمها تحت العلم 'البنمي'. البالغة من العمر 36 عاما.. وهي سن حسب القانون المصري يفوق ب 11 عاما العمر القانوني للعبارات المشابهة. التي تستخدم في نقل الركاب. ضمانا لسلامة الانسان.غابت السلام 98 ومعها المئات من الضحايا الذين انقطعت أخبارهم.. وصمت أصواتهم.. آخرون، كتبت لهم النجاة.. واستمروا في معارك مع الوقت لاكثر من عشرين ساعة متصلة.. تتقاذفهم الامواج، تلقي بهم في كل اتجاه.. ووصل الكثيرون منهم إلي سفن وبوارج القوات البحرية.. أربع فرقاطات كانت تجوب المنطقة. تتحرك بعد توجية من طائرات مروحية تمسح المنطقة طولا وعرضا.. وشاركت في عمليات البحر قطع بحرية أيضا من البحرية السعودية..***الخلاف في وجهات النظر والتصورات لم يكن قاصرا علي الخبراء.. بل أن بعض شهود العيان من الناجين أكدوا لنا أن النيران اشتعلت في الباخرة بعد سماعهم لصوت انفجار في الاسفل.. آخرون أيضا جزموا أنهم لم يسمعوا صوت انفجار.. بل كان الدخان الكثيف علي مدي أربع ساعات هو الذي يصلهم عبر الباخرة، وأن الطاقم طلب منهم أن يذهبوا جميعا إلي الجانب الايسر للعبارة بعدما حادت باتجاه الجانب الأيمن.. فريق ثالث من الناجين قال لأخبار الحوادث.. أن النيران اشتعلت في الماكينات بعد تحركها بوقت قصير من ميناء ضبا وأن استخدام مضخات المياه للاطفاء مع عدم وجود صرف لكميات المياه الكبيرة سببت جنوح العبارة.الفيصل الوحيد لحسم الرواية الاقرب إلي الحقيقة، والتي حدثت بالفعل، هو جثث الضحايا التي تم انتشالها.. وهل كان بها أثار الحريق.. سألت أخبار الحوادث وزير الصحة د. حاتم الجبلي عن أثار الحروق علي جثث الضحايا.. ولكن لسوء الحظ أن الوزير قال أنه لم يشاهد الجثث، حتي يستطيع الجزم بوجود أثار حريق.الاطباء الذين سألناهم، نفوا تماما وجود آثار حروق علي الجثث أو حتي المصابين..رواية أحد الناجين لنا هو محمد مهران قال أن الباخرة تحطمت تماما وهي تجنح.. وأشار إلي جروح بيديه ووجهه وقال أنها حدثت بسبب تتطاير الزجاج، محمد مهران وهو عامل من المنيا قال أن صوت انفجار مكتوم سمعه بعد فشل طاقم العبارة في السيطرة علي الموقف.. حتي هذه اللحظة.. الشيء المؤكد.. أن حريق أجمع عليه عشرات الناجين الذين قابلناهم بعد وصولهم للشاطيء.. البعض تحدث عن دخان كثيف.. وآخرون قالوا أن النار بدأت في مخزن السيارات.. وأعقبه انفجار..!***جسم الباخرة الآن.. إستقر علي عمق 800 1000 متر تقريبا.. ومن المحتمل جدا أن يجد خبراء الأدلة الجنائية صعوبة في الوصول إلي الباخرة الراقدة في أعماق البحر المظلم.. خبير بالادلة الجنائية قال أن فحص جسم العبارة شيء صعب جدا.. لأن هناك صعوبات في الغوص إلي هذه الأعماق.. وربما يلجأ المعمل الجنائي إلي فحص حطام العبارة العائم فوق سطح الماء.. ورغم ذلك ستكون النتيجة غير دقيقة..صعوبات كبيرة ربما تععق إزاحة الستار عن اللحظات الأخيرة في حياة المئات، أو النهاية المتوقعة للعبارة العجوز.. التي لجأ مالكها إلي شهادة من مؤسسة ايطالية مشكوك في نزاهتها.. وهي ذات المؤسسة التي نمت بافراد تابعة لمالطا.. رغم أن الباخرة المالطية كانت متهالكة.. وفي إحدي رحلاتها بموجب الشهادة الايطالية المشكوك في نزاهتها، انشطرت إلي نصفين.. وتواجه المؤسسة الايطالية دعوي قضائية مستمرة منذ ست سنوات.البحر الجائع التهم السلام 98 ومعها المئات.. وترك لذويهم الحسرة والألم.. ولا أحد يعرف متي يتوقف العبث بأرواح الابرياء أطفالا ونساء وشبابا..