http://www.egypty.com/accidents/ship_ignition.asp
حريقان تسببا في الكارثة قبل غرق العبارة " السلام 98 "
روي الناجون من أفراد طاقم العبارة اللحظات الأخيرة قبل الغرق, فكشفوا أن حريقين نشبا خلال وقت قصير, فأمروا الركاب بالصعود إلي السطح, ثم مالت ناحية اليمين فحاول الربان إعادتها إلي وضعها الطبيعي, ولكن الأمواج الشديدة حالت دون ذلك, فتم اللجوء إلي القوارب المطاطية التي حملت العشرات من الركاب, دون الالتزام بالحمولة المقررة لها.
وفي الوقت الذي واصلت فيه أجهزة الإنقاذ والوحدات البحرية المصرية جهودها لإنقاذ ركاب العبارة المنكوبة السلام98, وفي تحرك سريع للتخفيف عن أسر ضحايا الحادث, أمر الرئيس حسني مبارك بصرف إعانات عاجلة قيمتها30 ألف جنيه لكل أسرة من أسر المصريين المفقودين, و15 ألفا للناجين.جاء ذلك خلال تفقد الرئيس مبارك لأعمال البحث والإنقاذ والإغاثة بمدينة سفاجا, وزيارته للمصابين في المستشفيات, وخلال الاجتماع, الذي عقده الرئيس في الغردقة أمس, واطلاعه علي عدد من التقارير الأولية حول الحادث وأسبابه والجهود التي بذلت لإنقاذ أكبر عدد ممكن من الناجين.وفي بيان وجهه إلي الأمة أمس حول كارثة غرق العبارة, أعرب الرئيس حسني مبارك عن خالص عزائه ومواساته لأسر الضحايا, وقال إن مصر تعيش أوقاتا حزينة بسبب غرق العبارة ووقوع ضحايا نحتسبهم عند الله سبحانه من الشهداء, مؤكدا أنه أصدر التعليمات بإحاطة الناجين بأقصي قدر من الرعاية, وبصرف إعانات عاجلة لهم ولعائلات الضحايا, كما وجه الرئيس مبارك الشكر إلي المملكة العربية السعودية وجميع الدول الصديقة التي بادرت بالمشاركة في جهود البحث والإنقاذ بالحادث, وقال الرئيس إن شعب مصر أثبت علي الدوام تضامنه في مثل هذه الأوقات الحزينة, وفي مواجهة ما تجري به الأقدار.وقد أسفرت الجهود المكثفة التي بذلتها الأجهزة والوحدات البحرية عن إنقاذ389 ناجيا ـ بينهم46 من طاقم العبارة ـ كما نجحت فرق الإنقاذ في انتشال17 جثة للضحايا وسط ظروف بالغة الصعوبة تواجه البحث عن المفقودين الذين يزيد عددهم علي ألف مفقود, بينما تماثل80 مصابا للشفاء وغادروا مستشفي الغردقة بعد علاجهم.
وبعد سماع أقوال نحو246 شخصا من الناجين والمصابين في الحادث, شدد المستشار ماهر عبدالواحد النائب العام علي ضرورة استجلاء كيفية وقوع الحادث, وتصرف طاقم العبارة عندما أشرفت علي الغرق.وأضاف أن العبارة مؤمن عليها وعلي الركاب والبضائع, وأن عدد الركاب الذين كانوا علي العبارة1310 من بينهم1193 مصريا, و99 سعودي الجنسية, و6 سوريين, وإماراتي, وفلسطيني, وإندونيسي, وسوداني, وفلبيني, ويمني, وكندي, بالإضافة إلي طاقم العبارة ويضم96 شخصا و22 سيارة ملاكي, و16 شاحنة, وأن أقصي حمولة للعبارة2790 راكبا.
وقال النائب العام إن عدد الجثث التي تم استخراجها حتي الآن17 جثة, منهم8 جثث جرفها التيار إلي منطقة الطور, و8 إلي منطقة سفاجا, وجثة لسعودي الجنسية مجهول الاسم, وقد تمت مناظرة الجثث.
وقد اشترك في التحقيقات29 وكيلا للنيابة, و40 من الطب الشرعي يشرف عليهم محام عام أول ومحام عام.
واستمعت النيابة إلي أقوال أحد ضباط طاقم العبارة, الذي قرر أنه في تمام الساعة التاسعة مساء تم عمل إنذار حريق فتوجه إلي قبطان العبارة الذي قرر أن نوبتجي الجراج أبلغه أن هناك حريقا في شاحنة بالدور الثاني, إلا أن دخانا كثيفا قد انتشر مرة أخري نتيجة إخماد الحريق باستخدام خراطيم المياه مما أدي إلي ميل العبارة.وأكد المهندس محمد منصور وزير النقل ـ الذي كان في استقبال الناجين بميناء الغردقة ـ أن التحقيقات الأولية قد أشارت إلي أن حريقا شب بمخزن الأمتعة علي مرحلتين, وامتد إلي غرفة الماكينات مما أدي إلي جنوح العبارة وانقلابها علي جانبها الأيمن.وقد أصدر السيد حبيب العادلي تعليماته للإدارة العامة للمرور المركزي باتخاذ جميع الإجراءات لتأمين الطرق أمام حركة السيارات لتسهيل سفر وعودة أهالي الضحايا والمصابين من المحافظات إلي سفاجا والغردقة.
علي صعيد آخر, أكد حمدي الطحان رئيس لجنة النقل والمواصلات بمجلس الشعب أن المجلس سيقرر خلال جلساته المقبلة تشكيل لجنة تقصي حقائق حول غرق العبارة, وقال ـ خلال اجتماع طارئ للجنة أمس 4-2-2006ـ إنه يجب مراجعة النقل البحري لكثرة الحوادث في الفترة الماضية, وزيادة عدد الضحايا, وطالب بتقنين الأمر بضوابط صارمة, موضحا أن اللجنة ستظل في حالة انعقاد دائم.ومن جانبه, قال عبدالعزيز مصطفي وكيل اللجنة إنه يجب بحث أوجه القصور في هذه الحادثة, ومراجعة إجراءات السلامة في العبارات, لأنها حدثت أكثر من مرة مع الشركة نفسها.وفي سفاجا, كان هناك عددا من الناجين من ركاب العبارة الغارقة, والذين رووا تفاصيل الكارثة منذ بداية تصاعد الأدخنة الكثيفة من مخزن أمتعة الركاب, والذي استمر لنحو3 ساعات علي مرحلتين, وحمل الناجون مسئولية الكارثة علي طاقم الباخرة وربانها, واتهموهم بالتراخي في التعامل مع الحريق, كما أكدوا أن أجهزة الاستغاثة كانت معطلة, وأن قوارب وأطواق النجاة لم تكن صالحة ولا كافية للاستخدام, واكتشفوا أن بها ثقوبا تسربت منها المياه وتشبث بعضهم بقطع خشبية من حطام العبارة.
0 Comments:
إرسال تعليق
<< Home