بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين اياك نعبد و اياك نستعين اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم و لا الضالين امين اسألكم بمن تعبدون ان تدعوا بالمغفرة و ان تقرؤا الفاتحة على ضحايا العبارة

٣/٠٢/٢٠٠٦

http://www.egypty.com/accidents/ship_ignition.asp

حريقان تسببا في الكارثة قبل غرق العبارة " السلام 98 "
روي الناجون من أفراد طاقم العبارة اللحظات الأخيرة قبل الغرق‏,‏ فكشفوا أن حريقين نشبا خلال وقت قصير‏,‏ فأمروا الركاب بالصعود إلي السطح‏,‏ ثم مالت ناحية اليمين فحاول الربان إعادتها إلي وضعها الطبيعي‏,‏ ولكن الأمواج الشديدة حالت دون ذلك‏,‏ فتم اللجوء إلي القوارب المطاطية التي حملت العشرات من الركاب‏,‏ دون الالتزام بالحمولة المقررة لها‏.‏
وفي الوقت الذي واصلت فيه أجهزة الإنقاذ والوحدات البحرية المصرية جهودها لإنقاذ ركاب العبارة المنكوبة السلام‏98,‏ وفي تحرك سريع للتخفيف عن أسر ضحايا الحادث‏,‏ أمر الرئيس حسني مبارك بصرف إعانات عاجلة قيمتها‏30‏ ألف جنيه لكل أسرة من أسر المصريين المفقودين‏,‏ و‏15‏ ألفا للناجين‏.‏جاء ذلك خلال تفقد الرئيس مبارك لأعمال البحث والإنقاذ والإغاثة بمدينة سفاجا‏,‏ وزيارته للمصابين في المستشفيات‏,‏ وخلال الاجتماع‏,‏ الذي عقده الرئيس في الغردقة أمس‏,‏ واطلاعه علي عدد من التقارير الأولية حول الحادث وأسبابه والجهود التي بذلت لإنقاذ أكبر عدد ممكن من الناجين‏.‏وفي بيان وجهه إلي الأمة أمس حول كارثة غرق العبارة‏,‏ أعرب الرئيس حسني مبارك عن خالص عزائه ومواساته لأسر الضحايا‏,‏ وقال إن مصر تعيش أوقاتا حزينة بسبب غرق العبارة ووقوع ضحايا نحتسبهم عند الله سبحانه من الشهداء‏,‏ مؤكدا أنه أصدر التعليمات بإحاطة الناجين بأقصي قدر من الرعاية‏,‏ وبصرف إعانات عاجلة لهم ولعائلات الضحايا‏,‏ كما وجه الرئيس مبارك الشكر إلي المملكة العربية السعودية وجميع الدول الصديقة التي بادرت بالمشاركة في جهود البحث والإنقاذ بالحادث‏,‏ وقال الرئيس إن شعب مصر أثبت علي الدوام تضامنه في مثل هذه الأوقات الحزينة‏,‏ وفي مواجهة ما تجري به الأقدار‏.‏وقد أسفرت الجهود المكثفة التي بذلتها الأجهزة والوحدات البحرية عن إنقاذ‏389‏ ناجيا ـ بينهم‏46‏ من طاقم العبارة ـ كما نجحت فرق الإنقاذ في انتشال‏17‏ جثة للضحايا وسط ظروف بالغة الصعوبة تواجه البحث عن المفقودين الذين يزيد عددهم علي ألف مفقود‏,‏ بينما تماثل‏80‏ مصابا للشفاء وغادروا مستشفي الغردقة بعد علاجهم‏.
وبعد سماع أقوال نحو‏246‏ شخصا من الناجين والمصابين في الحادث‏,‏ شدد المستشار ماهر عبدالواحد النائب العام علي ضرورة استجلاء كيفية وقوع الحادث‏,‏ وتصرف طاقم العبارة عندما أشرفت علي الغرق‏.‏وأضاف أن العبارة مؤمن عليها وعلي الركاب والبضائع‏,‏ وأن عدد الركاب الذين كانوا علي العبارة‏1310‏ من بينهم‏1193‏ مصريا‏,‏ و‏99‏ سعودي الجنسية‏,‏ و‏6‏ سوريين‏,‏ وإماراتي‏,‏ وفلسطيني‏,‏ وإندونيسي‏,‏ وسوداني‏,‏ وفلبيني‏,‏ ويمني‏,‏ وكندي‏,‏ بالإضافة إلي طاقم العبارة ويضم‏96‏ شخصا و‏22‏ سيارة ملاكي‏,‏ و‏16‏ شاحنة‏,‏ وأن أقصي حمولة للعبارة‏2790‏ راكبا‏.‏
وقال النائب العام إن عدد الجثث التي تم استخراجها حتي الآن‏17‏ جثة‏,‏ منهم‏8‏ جثث جرفها التيار إلي منطقة الطور‏,‏ و‏8‏ إلي منطقة سفاجا‏,‏ وجثة لسعودي الجنسية مجهول الاسم‏,‏ وقد تمت مناظرة الجثث‏.‏

وقد اشترك في التحقيقات‏29‏ وكيلا للنيابة‏,‏ و‏40‏ من الطب الشرعي يشرف عليهم محام عام أول ومحام عام‏.‏
واستمعت النيابة إلي أقوال أحد ضباط طاقم العبارة‏,‏ الذي قرر أنه في تمام الساعة التاسعة مساء تم عمل إنذار حريق فتوجه إلي قبطان العبارة الذي قرر أن نوبتجي الجراج أبلغه أن هناك حريقا في شاحنة بالدور الثاني‏,‏ إلا أن دخانا كثيفا قد انتشر مرة أخري نتيجة إخماد الحريق باستخدام خراطيم المياه مما أدي إلي ميل العبارة‏.‏وأكد المهندس محمد منصور وزير النقل ـ الذي كان في استقبال الناجين بميناء الغردقة ـ أن التحقيقات الأولية قد أشارت إلي أن حريقا شب بمخزن الأمتعة علي مرحلتين‏,‏ وامتد إلي غرفة الماكينات مما أدي إلي جنوح العبارة وانقلابها علي جانبها الأيمن‏.‏وقد أصدر السيد حبيب العادلي تعليماته للإدارة العامة للمرور المركزي باتخاذ جميع الإجراءات لتأمين الطرق أمام حركة السيارات لتسهيل سفر وعودة أهالي الضحايا والمصابين من المحافظات إلي سفاجا والغردقة‏.‏
علي صعيد آخر‏,‏ أكد حمدي الطحان رئيس لجنة النقل والمواصلات بمجلس الشعب أن المجلس سيقرر خلال جلساته المقبلة تشكيل لجنة تقصي حقائق حول غرق العبارة‏,‏ وقال ـ خلال اجتماع طارئ للجنة أمس 4-2-2006ـ إنه يجب مراجعة النقل البحري لكثرة الحوادث في الفترة الماضية‏,‏ وزيادة عدد الضحايا‏,‏ وطالب بتقنين الأمر بضوابط صارمة‏,‏ موضحا أن اللجنة ستظل في حالة انعقاد دائم‏.‏ومن جانبه‏,‏ قال عبدالعزيز مصطفي وكيل اللجنة إنه يجب بحث أوجه القصور في هذه الحادثة‏,‏ ومراجعة إجراءات السلامة في العبارات‏,‏ لأنها حدثت أكثر من مرة مع الشركة نفسها‏.‏وفي سفاجا‏,‏ كان هناك عددا من الناجين من ركاب العبارة الغارقة‏,‏ والذين رووا تفاصيل الكارثة منذ بداية تصاعد الأدخنة الكثيفة من مخزن أمتعة الركاب‏,‏ والذي استمر لنحو‏3‏ ساعات علي مرحلتين‏,‏ وحمل الناجون مسئولية الكارثة علي طاقم الباخرة وربانها‏,‏ واتهموهم بالتراخي في التعامل مع الحريق‏,‏ كما أكدوا أن أجهزة الاستغاثة كانت معطلة‏,‏ وأن قوارب وأطواق النجاة لم تكن صالحة ولا كافية للاستخدام‏,‏ واكتشفوا أن بها ثقوبا تسربت منها المياه وتشبث بعضهم بقطع خشبية من حطام العبارة‏.‏